فصل: (تابع: حرف اللام)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف اللام‏]‏

دقل‏:‏ الدَّقَل من التَّمر‏:‏ معروف،، قيل‏:‏ هو أَردأُ أَنواعه؛ ومنه قول

الراجز‏:‏

لو كُنْتُمُ تَمْراً لكنتم دَقَلا، أَو كنتُمُ ماء لكنتم وَشَلا

واحدته دَقَلة، وقد أَدْقَلَ النخلُ‏.‏ والدَّقَل‏:‏ ما لم يكن من التمر

أَجناساً معروفة‏.‏ والدَّقَل أَيضاً‏:‏ ضَرْبٌ من النخل؛ عن كراع، والجمع أَدقال، وقيل‏:‏ الدَّقَل من النخل يقال لها الأَلوان واحدها لَوْن؛ قال

الأَزهري‏:‏ وتَمْر الدَّقَل رديء إِلا أَن الدَّقَل يكون ميقاراً، ومن الدَّقَل

ما يكون تمره أَحمر، ومنه ما تمره أَسود وجِرْمُ تمرِه صغير ونواه كبير‏.‏

وفي حديث ابن مسعود‏:‏ هَذًّا كهَذِّ الشِّعْر ونَثْراً كنَثْر الدَّقَل؛ هو رديء التمر ويابسه وما ليس له اسم خاص فتراه ليُبْسِه ورَداءته لا يجتمع

ويكون منثوراً‏.‏ وشاة دَقْلة ودَقِلة ودَقِيلة‏:‏ ضاوِيَةٌ قَمِيئة، والجمعِ دقالٌ‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ هذا قول أَهل اللغة وعندي أَن جمع دَقِيلة إِنما

هو دَقائل، إِلا أَن يكون على طرح الزائد، وقد أَدْقَلَت وهي مُدْقِل‏.‏

والدَّقَل والدَّوْقَل‏:‏ خشبة طويلة تُشَدُّ في وسط السَّفينة يُمَدُّ عليها

الشِّراع‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فَصَعِدَ القِرْدُ الدَّقَل، هو من ذلك، وتسميه

البحرية الصَّاري، وقيل‏:‏ الدَّقَل سهم السفينة وأَصله من ذلك الأَول الذي

هو ضرب من النخل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الدَّقْل ضَعَف جسم الرجل‏.‏

والدَّوْقَل‏:‏ من أَسماء رأْس الذكر‏.‏ والدَّوْقَلة‏:‏ الكَمَرة الضَّخْمة‏.‏

ويقال‏:‏ كَمَرة دَوْقَلة ضَخْمة‏.‏ والدَّوْقَلة‏:‏ الأَكل وأَخذ الشيء

اختصاصاً يُدَوْقِله لنفسه‏.‏

ودَوْقَل الشيءَ‏:‏ أَخَذَه وأَكله‏.‏ ويقال‏:‏ دَوْقَل فلان إِذا اختص بشيءٍ

من مأْكول‏.‏ ويقال‏:‏ دوقل فلان جاريته دَوْقَلة إِذا أَوْلَجَ فيها

كَمَرته‏.‏ وفي النوادر‏:‏ يقال دَوْقَلَتْ خُصْيَتا الرجل إِذا خَرَجتا من خَلْفه

فَضَرَبتا أَدبار فخذيه واسْتَرْخَتا‏.‏ ودَوْقَلْت الجَرَّة‏:‏ نَوَّطتها

بيدي‏.‏ أَبو تراب‏:‏ سمعت مُبْتَكراً يقول‏:‏ دَقَل فلان لَحْيَ الرجل ودَقَمَه

إِذا ضرب أَنفه وفمه‏.‏ والدَّقْل لا يكون إِلا في اللَّحْي والقفا، والدَّقْم في الأَنف والفم‏.‏ ودَوْقَل‏:‏ اسم‏.‏

دكل‏:‏ الدَّكَلة، بالتحريك‏:‏ الطِّينُ الرقيق‏.‏ دَكَلَ الطِّينَ يَدْكِلُه

ويَدْكُلُه دَكْلاً‏:‏ جَمَعه بيده ليُطَيِّن به‏.‏ والدَّكَلة‏:‏ القوم الذين

لا يُجِيبون السلطان من عِزِّهم‏.‏ يقال‏:‏ هم يَتَدَكَّلون على السلطان أَي

يَتَدلَّلون‏.‏ وتَدَكَّلوا عليه‏:‏ اعْتَزُّوا وتَرَفَّعوا في أَنفسهم، وقيل‏:‏ كل من تَرَفَّع في نفسه فقد تَدَكَّل‏.‏ وتَدَكَّل عليه‏:‏ تَدَلَّل

وانبسط‏.‏ أَبو زيد‏:‏ تَدَكَّلت عليه تَدَكُّلاً أَي تَدَلَّلت؛ وأَنشد‏:‏

يا ناقتي ما لَكِ تَدَأْلِينا، عَلَيَّ بالدَّهْنا تَدَكَّلِينا‏؟‏

وقال آخر‏:‏

قَوْم لهم عَزَازةُ التَّدَكُّل

وأَنشد أَبو عمرو لأَبي حُيَيَّة الشيباني‏:‏

تَدَكَّلتْ بعدي وأَلْهَتها الطُّبَن، ونحن نعْدُو في الخَبار والجَرَن

يعني الجَرَل فأَبدل من اللام نوناً؛ وقال ابن أَحمر‏:‏

أَقول لكَنَّاز‏:‏ تَدَكَّل فإِنه

أَبىً، لا أَظُنُّ الضأْنَ منه نواجِيا

ويروى‏:‏ تَرَكَّل، ومعناهما واحد؛ وأَنشد أَبو عمرو‏:‏

عَليٌّ له فَضْلانِ‏:‏ فَضْلُ قرابة، وفَضْلٌ بنَصْل السيف والسُّمُر الدُّكْل

قال‏:‏ الدُّكْل والدُّكْن واحد، يريد لون الرماح التي فيها دُكْنة‏.‏

دلل‏:‏ أَدَلَّ عليه وتَدَلَّل‏:‏ انبسط‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ أَدل عليه وَثِق

بمحبته فأَفْرَط عليه‏.‏ وفي المثل‏:‏ أَدَلَّ فأَمَلَّ، والاسم الدَّالَّة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ يمشي على الصراط مُدِلاًّ أَي منبسطاً لا خوف عليه، وهو من الإِدْلالِ والدَّالَّةِ على من لك عنده منزلة؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏مُدِلّ لا تخضبي البنانا

قال ابن سيده‏:‏ يجوز أَن يكون مُدِلَّة هنا صفة، أَراد يا مُدِلَّة

فرَخَّم كقول العجاج‏:‏

جارِيَ لا تَسْتَنْكِري عَذِيري

أَراد يا جارية، ويجوز أن يكون مُدلَّة اسماً فيكون هذا كقول هدبة‏:‏

عُوجِي عَلَيْنا وارْبَعِي يا فاطِما، ما دُونَ أَن يُرى البعير قائما

والدَّالَّة‏:‏ ما تُدِلُّ به على حَمِيمك‏.‏

ودَلُّ المرأَةِ ودَلالُها‏:‏ تَدَلُّلها على زوجها، وذلك أَن تُرِيه

جَراءةً عليه في تَغَنُّج وتَشَكُّل، كأَنها تخالفه وليس بها خِلاف، وقد

تَدَلَّلت عليه‏.‏ وامرأَة ذات دَلٍّ أَي شَكْل تَدِلُّ به‏.‏ وروي عن سعد أَنه

قال‏:‏ بَيْنا أَنا أَطوف بالبيت إِذ رأَيت امرأَة أَعجبني دَلُّها، فأَردت

أَن أَسأَل عنها فخِفْت أَن تكون مَشْغُولةً، ولا يَضُرُّك جَمالُ امرأَة

لا تَعْرِفها؛ قال ابن الأَثير‏:‏ دَلُّها حُسْنُ هيئتها، وقيل حُسْنُ

حديثها‏.‏ قال شمر‏:‏ الدَّلال للمرأَة والدَّلُّ حسن الحديث وحسن المَزْح

والهيئة؛ وأَنشد‏:‏

فإِن كان الدَّلال فلا تَدِلِّي، وإِن كان الوداع فبالسلام

قال‏:‏ ويقال هي تَدِلُّ عليه أَي تجترئ عليه، يقال‏:‏ ما دَلَّك عَلَيَّ

أَي ما جَرَّأَك عليَّ، وأَنشد‏:‏

فإِن تكُ مَدْلولاً عليَّ، فإِنني

لِعَهْدك لا غُمْرٌ، ولستُ بفاني

أَراد‏:‏ فإِن جَرَّأَك عليَّ حِلمي فإِني لا أُقِرُّ بالظلم؛ قال قيس بن زهير‏:‏

أَظُنُّ الحِلْم دَلَّ عليَّ قومي، وقد يُسْتَجْهَل الرجلُ الحَليم

قال محمد بن حبيب‏:‏ دَلَّ عليّ قومي أَي جَرَّأَهم؛ وفيها يقول‏:‏

ولا يُعْيِيك عُرْقُوبٌ للأْيٍ، إِذا لم يُعْطِك النَّصَفَ الخَصِيمُ

وقوله عُرْقُوب لِلأْيٍ يقول‏:‏ إِذا لم يُنْصِفك خَصْمُك فأَدْخِل عله

عُرْقوباً يفسخ حُجَّته‏.‏ والمُدِلُّ بالشجاعة‏:‏ الجريء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏

المُدَلِّل الذي يَتَجَنَّى في غير موضع تَجَنٍّ‏.‏ ودَلَّ فلان إِذا هَدى‏.‏

ودَلَّ إِذا افتخر‏.‏ والدَّلّة‏:‏ المِنّة‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ دَلَّ يَدِلُّ

إِذا هَدى، ودَلَّ يَدِلُّ إِذا مَنَّ بعطائه‏.‏ والأَدَلُّ‏:‏ المَنَّان

بعَمَله‏.‏ والدَّالَّة ممن يُدِلُّ على من له عنده منزلة شبه جَراءة منه‏.‏

أَبو الهيثم‏:‏ لفلان عليك دالَّة وتَدَلُّلٌ وإِدْلال‏.‏ وفلان يُدِلُّ عليك

بصحبته إِدْلالاً ودَلالاً ودالَّة أَي يجتريء عليك، كما تُدِلُّ الشابَّةُ

على الشيخ الكبير بجَمالها؛ وحكي ثعلب أَن ابن الأَعرابي أَنشد لجهم بن شبل يصف ناقته‏:‏

تَدَلَّلُ تحت السوط، حتى كأَنما

تَدَلَّل تحت السوط خَودٌ مُغاضِب

قال‏:‏ هذا أَحسن ما وُصِف به الناقة‏.‏ الجوهري‏:‏ والدَّلُّ الغُنْج

والشِّكْل‏.‏ وقد دَلَّتِ المرأَة تَدِلُّ، بالكسر، وتَدَلَّلت وهي حَسَنة

الدَّلِّ والدَّلال‏.‏ والدَّلُّ قريب المعنى من الهَدْي، وهما من السكينة والوقار

في الهيئة والمَنْظر والشمائل وغير ذلك‏.‏ والحديث الذي جاء‏:‏ فقلنا لحذيفة

أَخْبِرْنا برجل قريب السَّمْت والهَدْي والدَّلِّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نَلْزَمه، فقال‏:‏ ما أَحد أَقرب سَمْتاً ولا هَدْياً

ولا دَلاًّ من رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى يواريه جِدارُ الأَرض من ابن أُمِّ عَبْدٍ؛ فسَّره الهَرَوي في الغريبين فقال‏:‏ الدَّلُّ

والهَدْيُ قريبٌ بعضُه من بعض، وهما من السكينة وحُسْن المَنْظَر‏.‏ وفي الحديث‏:‏

أَن أَصحاب ابن مسعود كانوا يَرْحَلون إِلى عمر بن الخطاب فينظرون إِلى

سَمْتِه وهَدْيه ودَلِّه فيتشبهون به؛ قال أَبو عبيد‏:‏ أَما السَّمْت فإِنه

يكون بمعنيين‏:‏ أَحدهما حُسْن الهيئة والمَنْظَر في الدين وهيئة أَهل

الخير، والمعنى الثاني أَن السَّمْت الطريق؛ يقال‏:‏ الْزَمْ هذا السَّمْت، وكلاهما له معنى، إِمَّا أَرادوا هيئة الإِسلام أَو طريقة أَهل الإِسلام؛ وقوله إِلى هَدْيِه ودَلِّه فإِن أَحدهما قريب من الآخر، وهما من السكينة

والوقار في الهيئة والمَنْظر والشمائل وغير ذلك، وقد تكرر ذكر الدَّلِّ في الحديث، وهو والهَدْي والسمْت عبارة عن الحالة التي يكون عليها الإِنسان

من السَّكينة والوقار وحسن السيرة والطريقة؛ قال عدي بن زيد يمدح امرأة

بحسن الدَّلّ‏:‏

لم تَطَلَّع من خِدْرها تَبْتَغي خِبْـ *** ـباً، ولا ساء دَلُّها في العِناقِ

وفلان يُدِلُّ على أَقرانه كالبازي يُدِلُّ على صيده‏.‏ وهو يُدِلُّ بفلان

أَي يَثِق به‏.‏ وأَدَلَّ الرجلُ على أَقرانه‏:‏ أَخذهم من فوق، وأَدَلَّ

البازي على صيده كذلك‏.‏ ودَلَّه على الشيء يَدُلُّه دَلاًّ ودَلالةً

فانْدَلَّ‏:‏ سدَّده إِليه، ودَلَلْته فانْدَلَّ؛ قال الشاعر‏:‏

ما لَكَ، يا أَحمقُ، لا تَنْدَلُّ‏؟‏

وكيف يَنْدَلُّ امْرُؤٌ عِثْوَلُّ‏؟‏

قال أَبو منصور‏:‏ سمعت أَعرابيّاً يقول لآخر أَما تَنْدَلُّ على الطريق‏؟‏

والدَّلِيل‏:‏ ما يُسْتَدَلُّ به‏.‏ والدَّلِيل‏:‏ الدَّالُّ‏.‏ وقد دَلَّه على

الطريق يَدُلُّه دَلالة ودِلالة ودُلولة، والفتح أَعلى؛ وأَنشد أَبو

عبيد‏:‏إِنِّي امْرُءٌ بالطُّرْق ذو دَلالات

والدَّلِيل والدِّلِّيلي‏:‏ الذي يَدُلُّك؛ قال‏:‏

شَدُّوا المَطِيَّ على دَلِيلٍ دائبٍ، من أَهل كاظِمةٍ، بسيفِ الأَبْحُر

قال بعضهم‏:‏ معناه بدليل؛ قال ابن جني‏:‏ ويكون على حذف المضاف أَي شَدُّوا

المَطِيَّ على دَلالة دَليل فحذف المضاف وقوِي حَذْفُه هنا لأَن لفظ

الدليل يَدُلُّ على الدَّلالة، وهو كقولك سِرْ على اسم الله، وعلى هذه حالٌ

من الضمير في سِرْ وشَدُّوا وليست موصولة لهذين الفعلين لكنها متعلقة

بفعل محذوف كأَنه قال‏:‏ شَدُّوا المطيَّ مُعْتَمِدِين على دَليل دائب، ففي الظرف دَليلٌ لتعلقه بالمحذوف الذي هو مُعْتَمِدِين، والجمع أَدِلَّة

وأَدِلاَّء، والاسم الدِّلالة والدَّلالة، بالكسر والفتح، والدُّلُولة

والدِّلِّيلى‏.‏ قال سيبويه‏:‏ والدِّلِّيلي عِلْمُه بالدلالة ورُسوخُه فيها‏.‏ وفي حديث علي، رضي الله عنه، في صفة الصحابة، رضي الله عنهم‏:‏ ويخرجون من عنده

أَدلَّة؛ هو جمع دَلِيل أَي بما قد علموا فيَدُلُّونَ عليه الناس، يعني

يخرجون من عنده فُقَهَاء فجعلهم أَنفسهم أَدلَّة مبالغة‏.‏ ودَلَلْت بهذا

الطريق‏:‏ عرفته، ودَلَلْتُ به أَدُلُّ دَلالة، وأَدْلَلت بالطريق إِدْلالاً‏.‏

والدَّلِيلة‏:‏ المَحَجَّة البيضاء، وهي الدَّلَّى‏.‏ وقوله تعالى‏:‏ ثم جَعَلْنا الشمس عليه دَلِيلاً؛ قيل‏:‏ معناه تَنْقُصه قليلاً قليلاً‏.‏

والدَّلاَّل‏:‏ الذي يجمع بين البَيِّعَيْن، والاسم الدَّلالة والدِّلالة، والدِّلالة‏:‏ ما جعلته للدَّليل أَو الدَّلاَّل‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏

الدَّلالة، بالفتح، حِرْفة الدَّلاَّل‏.‏ دَليلٌ بَيِّن الدِّلالة، بالكسر لا

غير‏.‏ التَّدَلْدُل‏:‏ كالتَّهَدُّل؛ قال‏:‏

كأَنَّ خُصْيَيه من التَّدَلْدُل

وتَدَلْدَل الشيءُ وتَدَرْدَر إِذا تَحَرَّك مُتَدَلِّياً‏.‏

والدَّلْدَلة‏:‏ تحريك الرجل رأْسه وأَعضاءه في المشي‏.‏ والدَّلْدلة‏:‏ تحريك الشيء

المَنُوط‏.‏ ودَلْدَله دِلْدَالاً‏:‏ حَرَّكه؛ عن اللحياني، والاسم الدَّلْدال‏.‏

الكسائي‏:‏ دَلْدَل في الأَرض وبَلْبَل وقَلْقَل ذَهَب فيها‏.‏ وقال اللحياني‏:‏

دَلْدَلَهم وبَلْبَلَهم حَرَّكهم‏.‏ وقال الأَصمعي‏:‏ تدلدل عَلَيْه فوق

طاقته، والدَّلال منه، والدَّلْدال الاضطراب‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ من أَسماء القُنْفذ الدُّلْدُل والشَّيْهَم والأَزْيَب‏.‏

الصحاح‏:‏ الدُّلْدُل عظيم القَنافِذ‏.‏ ابن سيده‏:‏ الدُّلْدُل ضرب من القنافذ

له شوك طويل، وقيل‏:‏ الدُّلْدُل شبه القُنْفذ وهي دابة تَنْتَفض

فَتَرْمِي بشوك كالسِّهام، وفَرْقُ ما بينهما كفرق ما بين الفِئَرة والجِرْذان

والبَقَر والجواميس والعِرَاب والبَخَاتِيِّ‏.‏ الليث‏:‏ الدُّلْدُل شيء عظيم

أَعظم من القُنْفُذ ذو شوك طوال‏.‏ وفي حديث ابن أَبي مَرْثَد‏:‏ فقالت عَنَاق

البَغِيُّ‏:‏ يا أَهل الخِيَام هذا الدُّلْدُل الذي يَحْمِل أَسراركم؛ الدُّلْدُل‏:‏ القُنفُذ، وقيل‏:‏ ذَكَر القَنافذ‏.‏ قال‏:‏ يحتمل أَنها شبهته

بالقُنْفُذ لأَنه اكثر ما يظهر بالليل ولأَنه يُخْفِي رأْسه في جسده ما

استطاع‏.‏ دَلْدَل في الأَرض‏:‏ ذَهَب‏.‏ ومَرَّ يُدَلْدِل ويَتَدَلْدَل في مشيه إِذا

اضطرب‏.‏ اللحياني‏:‏ وقع القوم في دَلْدَال وبَلْبَال إِذا اضْطَرَب أَمرهم

وتَذَبْذَب‏.‏ وقوم دَلْدالٌ إِذا تَدَلْدَلوا بين أَمرين فلم يستقيموا؛ وقال أَوْس‏:‏

أَمَنْ لِحَيٍّ أَضاعُوا بعضَ أَمْرهم، بينَ القُسُوطِ وبينَ الدِّينِ دَلْدال

ابن السكيت‏:‏ جاء القوم دُلْدُلاً إِذا كانوا مُذَبْذَبين لا إِلى هؤلاء

ولا إِلى هؤلاء؛ قال أَبو مَعْدَان الباهلي‏:‏

جاء الحَزَائِمُ والزَّبايِنُ دُلْدُلاً، لا سابِقِينَ ولا مَع القُطَّانِ

فعَجِبْتُ من عَوْفٍ وماذا كُلِّفَتْ، وتجيء عَوْفٌ اخِرَ الرُّكْبانِ

قال‏:‏ والحَزِيمتانِ والزَّبِينتان من باهِلَة وهما حَزِيمة وزَبِينة

جَمَعهما الشاعرُ أَي يَتَدَلْدلون مع الناس لا إِلى هؤلاء ولا إِلى هؤلاء‏.‏

ودُلْدُل‏:‏ اسم بَغْلة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏.‏ ودَلَّةُ

ومُدِلّةُ‏:‏ بنتا مَنْجِشَانَ الحِمْيَرِيّ‏.‏ ودِلْ، بالفارسيّة‏:‏ الفُؤاد، وقد

تكلمت به العرب وَسَمَّت به المرأَة فقالوا دَلٌّ، ففتحوه لأَنهم لما لم يجدوا في كلامهم دِلاًّ أَخرجوه إِلى ما في كلامهم، وهو الدَّلُّ الذي

هو الدَّلال والشَّكْل والشِّكْل‏.‏

دمل‏:‏ الدَّمَالُ‏:‏ التمر العَفِن الأَسود الذي قد قَدُم، يقال‏:‏ جاء بتمر

دَمَال، والدَّمَالُ فساد الطلع قبل إِدْراكه حتى يَسْوَدّ‏.‏ والدَّمَال‏:‏

ما رَمَى به البحرُ من الصَّدَف والمناقِيف والنَّبَّاح‏.‏ الليث‏:‏ الدَّمال

السِّرْقِينُ ونحوُه، وما رَمَى به البحرُ من خُشارة ما فيه من الخَلْق

مَيِّتاً نحو الأَصداف والمَناقِيف والنَّبَّاح، فهو دَمَال؛ وأَنشد‏:‏

دَمالُ البُحورِ وحيِتانُها

وقول أُمية بن أَبي عائذ الهُذَلي‏:‏

خَيال لعَبْدَة قد هاجَ لي

خَبالاً من الدَّاء، بعدَ انْدِمالِ

قال‏:‏ الاندمالُ الذَّهابُ‏.‏ انْدملَ القَوْمُ إِذا ذهبوا‏.‏ والدَّمال‏:‏ ما

تَوَطَّأَتْهُ الدابة من البعر والوَأْلةِ وهي البعر مع التراب؛ قال‏:‏

فَصَبَّحَتْ أَرْعَلَ كالنِّقال، ومُظْلِماً ليس على دَمال

وقد فسر هذا البيت في موضعه‏.‏ والدَّمال، بالفتح‏:‏ السِّرجين ونحوه‏.‏

ودَمَل الأَرضَ يَدْمُلُها دَمْلاً دَمْلاً ودَمَلاناً وأَدْمَلَها‏:‏

أَصْلَحها بالدَّمال، وقيل‏:‏ دَمَلها أَصْلَحها، وأَدْمَلَها‏:‏ سَرْقَنَها‏.‏

والدَّمَّال‏:‏ الذي يُدْمِل الأَرض يُسَرْقِنُها‏.‏ وتَدَمَّلَتِ الأَرضُ‏:‏

صَلَحت بالدَّمال؛ أَنشد يعقوب‏:‏

وقد جَعَلَتْ منازِلُ آل لَيْلى، وأُخْرَى لم تُدَمَّلْ يَسْتَوِينا

وفي حديث سعد بن أَبي وَقَّاص‏:‏ أَنه كان يَدْمُل أَرْضه بالعُرَّة؛ قال

الأَحمر‏:‏ يَدْمُل أَرْضَه أَي يُصْلِحُها ويُحْسِن معالجتها بها وهي

السِّرْجِين؛ ومنه قيل للجرح‏:‏ قد انْدَمل إِذا تَماثَل وصَلَح‏.‏ ودَمَل بين

القوم يَدْمُل دَمْلاً‏:‏ أَصْلح‏.‏ وتَدامَلوا‏:‏ تصالحوا؛ قال الكميت‏:‏

رَأَى إِرَةً منها تُحَشُّ لِفتْنة، وإِيقاد راجٍ أَن يكون دَمالَها

يقول‏:‏ يرجو أَن يكون سبب هذه الحرب كما أَن الدَّمَالَ يكون سبباً

لإِشعال النار‏.‏

والدُّمَّلُ‏:‏ واحد دَماميل القُروح‏.‏ والدُّمَلُ‏:‏ الخُرَاجُ على

التَّفاؤل بالصَّلاح، والجمع دَمامِيلُ نادر‏.‏ ودَمِل جُرحُه وانْدَمَلَ بَرِيءَ

والتَحم وتَماثَل؛ وأَنشد ابن بري لشاعر‏:‏

فكيفَ بِنَفْسٍ كُلَّما قلتُ‏:‏ أَشْرَفَتْ

على البُرْءِ من دَهْماء، هِيضَ اندِمالُها‏؟‏

ودَمَله الدَّواءُ يَدْمُله؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

وجُرْحُ السيفِ تَدْمُلُه فَيَبْرا، ويَبْقَى الدَّهْرَ، ما جَرَح اللِّسانُ‏.‏

والانْدِمال‏:‏ التَّماثُل من المرض والجُرْحِ، وقد دَمَلَه الدَّواءُ

فانْدَمَل‏.‏ وفي حديث أَبي سَلمةَ‏:‏ دَمِل جُرْحُه على بَغْيٍ ولا يَدْري به أَي انخَتَم على فساد ولا يعلم به‏.‏ والدُّمَّل‏:‏ مستعمل بالعربية يجمع

دَمامِيل؛ وأَنشد‏:‏

وامْتَهَدَ الغارِبُ فِعْلَ الدُّمَّلِ‏.‏

وقيل لهذه القُرْحَة دُمَّل لأَنها إِلى البُرْء والانْدِمال ما هي‏.‏

وانْدَمَل المريض‏:‏ تماثَل، واندمَل من وجَعه كذلك، ومن مرَضه إِذا ارتفع من مرضِه ولم يَتِمِّ بُرْؤه‏.‏ والدَّمْل‏:‏ الرِّفْق‏.‏ ودامَلَ الرجلَ‏:‏ داراه

ليُصْلح ما بينه وبينه؛ قال أَبو الأَسود‏:‏

شَنِئْتُ من الإِخْوان من لستُ زائِلاً

أُدامِلُه دَمْلَ السِّقاء المُخَرَّقِ

والمُدامَلةُ‏:‏ كالمُداجاة؛ وأَنشد ابن بري لابن الطَّيْفان الدارِمي

والطَّيْفانُ أُمُّه‏:‏

ومَوْلىً كمَوْلى الزِّبْرِقان دَمَلْتُه، كما اندَمَلَتْ ساقٌ يُهاضُ بها الكَسْر

ويقال‏:‏ ادْمُل القومَ أَي اطْوِهم على ما فيهم، ويقال للسِّرْجين

الدَّمال لأَن الأَرض تُصْلَح به‏.‏

دمحل‏:‏ الدُّمَحِلةُ من النساء‏:‏ الضَّخْمة الغليظة‏.‏ والدُّماحِل‏:‏

المُتداخِل الغليظ؛ قال أَبو خِراش يصف تُرْساً‏:‏

وذا شَرَجٍ من جِلِد ثَوْرٍ دُماحِل

ورَمْل دُماحِل‏:‏ متداخل؛ قال‏:‏

عَقْد الرِّياحِ العَقَِدَ الدُّماحِلا

الفراء‏:‏ الدِّمْحالُ الرجُل البَتَّرِيُّ‏.‏

دنل‏:‏ دانال‏:‏ اسم أَعجمي‏.‏

دهل‏:‏ اللحياني‏:‏ مَضى دَهْلٌ من الليل أَي ساعة، وقيل أَي صَدْر؛ قال‏:‏

مَضى من الليلِ دَهْلٌ، وهي واحِدةٌ، كأَنَّها طائِرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور

هذه رواية يعقوب، ورواه اللحياني‏:‏ دَهْل، بالذال المعجمة، وهي نادرة‏.‏

وقال أَبو عمرو‏:‏ الدَّهْلُ الشيء اليسير‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الدّاهِل

المُتَحيِّر، قال الأَزهري‏:‏ أَصله دالِهٌ‏.‏ ولا دَهْل أَي لا تَخَفْ، نَبَطِيَّة

معرَّبة؛ قال بَشّار‏:‏

فقلت له‏:‏ لا دَهْل مِن قَمْل بَعْدَما

مَلا نَيْفَقَ التُّبَّان منه بعاذِر

قال الأَزهري‏:‏ وليس لا دَهْل ولا قَمْل من كلام العرب، إِنما هما من كلام النَّبَط، يسمون الجَمل قَمْلاً‏.‏

دهبل‏:‏ التهذيب‏:‏ ابن الأَعرابي دَهْبَل إِذا كَبَّر اللُّقَم ليسابِق في الأَكل‏.‏

دهكل‏:‏ دَهْكَلٌ‏:‏ من شدائد الدهر‏.‏

دول‏:‏ الدَّوْلةُ والدُّولةُ‏:‏ العُقْبة في المال والحَرْب سَواء، وقيل‏:‏

الدُّولةُ، بالضم، في المال، والدَّوْلةُ، بالفتح، في الحرب، وقيل‏:‏ هما

سواء فيهما، يضمان ويفتحان، وقيل‏:‏ بالضم في الآخرة، وبالفتح في الدنيا، وقيل‏:‏ هما لغتان فيهما، والجمع دُوَلٌ ودِوَلٌ‏.‏ قال ابن جني‏:‏ مجيء فُعْلَة

على فُعَلٍ يريك أَنها كأَنها جاءت عندهم من فُعْلة، فكأَن دَوْلة دُولة، وإنما ذلك لأَن الواو مما سبيله أَن يأْتي تابعاً للضمة، وهذا مما يؤكد

عندك ضعف حروف اللين الثلاثة، وقد أَدالَه‏.‏ الجوهري‏:‏ الدَّوْلة، بالفتح، في الحرب أَن تُدال إِحدى الفئتين على الأُخرى، يقال‏:‏ كانت لنا عليهم

الدَّوْلة، والجمع الدُّوَلُ، والدُّولة، بالضم، في المال؛ يقال‏:‏ صار الفيء

دُولة بينهم يَتَداوَلونه مَرَّة لهذا ومرة لهذا، والجمع دُولات ودُوَلٌ‏.‏

وقال أَبو عبيدة‏:‏ الدُّولة، بالضم، اسم للشيء الذي يُتَداوَل به بعينه، والدَّولة، بالفتح، الفعل‏.‏ وفي حديث أَشراط الساعة‏:‏ إِذا كان المَغْنَم

دُوَلاً جمع دُولة، بالضم، وهو ما يُتداوَل من المال فيكون لقوم دون قوم‏.‏

الأَزهري‏:‏ قال الفراء في قوله تعالى‏:‏ كي لا يكون دُولة بين الأَغْنِياء

منكم؛ قرأَها الناس برفع الدال إِلا السُّلَمِيَّ فيما أَعلم فإِنه قرأَها

بنصب الدال، قال‏:‏ وليس هذا للدَّوْلة بموضع، إِنما الدَّولة للجيشين

يهزِم هذا هذا ثم يُهْزَم الهازم، فتقول‏:‏ قد رَجَعَت الدَّوْلة على هؤلاء

كأَنها المرَّة؛ قال‏:‏ والدُّولة، برفع الدال، في المِلْك والسُّنن التي

تغيَّر وتُبدَّل عن الدهر فتلك الدُّولُة والدُّوَلُ‏.‏ وقال الزجاج‏:‏ الدُّولة

اسم الشيء الذي يُتداول، والدَّوْلةُ الفعل والانتقال من حال إِلى حال، فمن قرأَ كي لا يكون دُولة فعلى أَن يكون على مذهب المال، كأَنه كي لا

يكون الفيء دُولة أَي مُتداوَلاً؛ وقال ابن السكيت‏:‏ قال يونس في هذه الآية

قال أَبو عمرو بن العلاء‏:‏ الدُّولة بالضم في المال، والدَّولة بالفتح في الحرب، قال‏:‏ وقال عيسى ابن عمر‏:‏ كلتاهما في الحرب والمال سواء؛ وقال يونس‏:‏

أَمَّا أَنا فوالله ما أَدري ما بينهما‏.‏ وفي حديث الدعاء‏:‏ حَدِّثْني

بحديث سمعتَه من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يتداوله بينك وبينه

الرِّجال أَي لم يتناقَلْه الرجال وتَرْويه واحداً عن واحد، إِنما ترويه

أَنتَ عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم‏.‏ الليث‏:‏ الدَّوْلة والدُّولة لغتان، ومنه الإِدالةُ الغَلَبة‏.‏ وأَدَالَنا الله من عدوّنا‏:‏ من الدَّوْلة؛ يقال‏:‏ اللهم أَدِلْنِي على فلان وانصرني عليه‏.‏ وفي حديث وفد ثقيف‏:‏ نُدالُ

عليهم ويُدالون علينا؛ الإِدالةُ‏:‏ الغَلَبة، يقال‏:‏ أُدِيل لنا على أَعدائنا

أَي نُصِرْنا عليهم، وكانت الدَّوْلة لنا، والدَّوْلة‏:‏ الانتقال من حال

الشدَّة إِلى الرَّخاء؛ ومنه حديث أَبي سُفْيان وهِرَقْلَ‏:‏ نُدالُ عليه

ويُدالُ علينا أَي نَغْلِبه مرة ويَغلبنا أُخرى‏.‏ وقال الحجاج‏:‏ يوشِك أن تُدال الأَرضُ منا كما أُدِلْنا منها أَي يُجعل لها الكَرَّةُ والدَّوْلة

علينا فتأْكل لحومَنا كما أَكلنا ثِمارها وتَشرب دماءنا كما شربنا

مياهها‏.‏ تَداوَلْنا الأَمرَ‏:‏ أَخذناه بالدُّوَل‏.‏ وقالوا‏:‏ دَوالَيْك أَي

مُداوَلةً على الأَمر؛ قال سيبويه‏:‏ وإِن شئت حملته على أَنه وقع في هذه الحال‏.‏

ودالَت الأَيامُ أَي دارت، والله يُداوِلها بين الناس‏.‏ وتَداولته الأَيدي‏:‏

أَخذته هذه مرَّة وهذه مرَّة‏.‏ ودالَ الثوبُ يَدُول أَي بَلِي‏.‏ وقد جَعَل

ودُّه يَدُول أَي يَبْلى‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ يقال حَجازَيْك ودَوالَيْكَ وهَذاذَيك، قال‏:‏ وهذه حروف

خِلْقَتُها على هذا لا تُغيَّر، قال‏:‏ وحَجازيك أَمَرَه أَن يَحْجُزَ

بينهم، ويحتمل أَن يكون معناه كُفَّ نَفْسَك، وأَمّا هذاذيك فإِنه يأْمره أن يقطع أَمر القوم، ودَوالَيْك مِنْ تَداوَلوا الأَمر بينهم يأْخذ هذا

دَولة وهذا دَولة، وقولهم دَوالَيْك أَي تَداوُلاً بعد تداول؛ قال عبد

بني الحَسْحاس‏:‏

إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بالبُرْدِ مِثْلُه، دَوالَيْكَ حتى ليس لِلْبُرْد لابِسُ‏.‏

الفراء‏:‏ جاء بالدُّوَلة والتوَلةِ وهما من الدَّواهي‏.‏ ويقال‏:‏ تَداوَلْنا

العملَ والأَمر بيننا بمعنى تعاوَرْناه فعَمِل هذا مَرَّة وهذا مرة؛ وأَنشد ابن الأَعرابي بيت عبد

بني الحَسْحاس‏:‏

إِذا شُقَّ بُرْدٌ شُقَّ بُرْداكِ مِثله، دَوالَيْك حتى ما لِذا الثوب لابِسُ

قال‏:‏ هذا الرجل شَقَّ ثياب امرأَة لينظر إِلى جسدها فشَقَّت هي أَيضاً

عليه ثوبه‏.‏ وقال ابن بُزُرْج‏:‏ ربما أَدخلوا الأَلف واللام على دَوالَيْك

فجعل كالاسم مع الكاف؛ وأَنشد في ذلك‏:‏

وصاحبٍ صاحَبْتُه ذي مَأْفَكَهْ، يَمْشي الدَّوالَيْكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ

قال‏:‏ الدَّوالَيْك أَن يَتَحَفَّزَ في مِشيته إِذا حاك، والبُنَّكةُ

يعني ثِقْله إِذا عدا؛ قال ابن بري‏:‏ ويقال دوال؛ قال الضباب بن سَبْع بن عوف

الحنظلي‏:‏

جَزَوْني بما رَبَّيْتُهم وحَمَلْتهم، كذلك ما إِنَّ الخُطوب دوال

والدَّوَلُ‏:‏ النَّبْل المُتداوَل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏

يَلُوذُ بالجُودِ من النَّبْلِ الدَّوَلْ

وقول أَبي دُواد‏:‏

ولقد أَشْهَدُ الرِّماحَ تُدالي، في صُدورِ الكُماةِ، طَعْنَ الدَّرِيَّه

قال أَبو علي‏:‏ أَراد تُداوِل فقلب العين إِلى موضع اللام‏.‏

وانْدال ما في بطنه من مِعًى أَو صِفاق‏:‏ طُعِن فخرج ذلك‏.‏ واندالَ بطنُه

أَيضاً‏:‏ اتسع ودنا من الأَرض‏.‏ وانْدال بطنُه‏:‏ استَرْخى‏.‏ واندال الشيء‏:‏

ناسَ وتَعَلَّق؛ أَنشد ابن دريد‏:‏

فَياشِلٌ كالحَدَجِ المُنْدال

بَدَوْنَ مِن مُدَّرِعي أَسْمالِ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ وأَما السيرافي فقال‏:‏ مُنْدال مُنْفَعِل من التَّدَلِّي

مقلوب عنه، فعلى هذا لا يكون له مصدر لأَن المقلوب لا مصدر له‏.‏ واندالَ

القومُ‏:‏ تحوّلوا من مكان إِلى مكان‏.‏ والدُّوَلةُ‏:‏ لغة التُّوَلة‏.‏ يقال‏:‏

جاءنا بدُوَلاتِه أَي بدَواهِيه، وجاءنا بالدُّوَلة أَي بالدَّاهية‏.‏ أَبو

زيد‏:‏ يقال وقَعوا من أَمرهم في دُولُول أَي في شدّة وأَمر عظيم؛ قال

الأَزهري‏:‏ جاء به غير مهموز‏.‏

والدَّوِيلُ‏:‏ النَّبْتُ العامِيُّ اليابس، وخص بعضهم به يَبِيسَ

النَّصِيِّ والسَّبَط؛ قال الرَّاعي‏:‏

شَهْرَيْ رَبِيعٍ لا تَذُوقُ لَبُونُهم

إِلا حُموضاً وخْمَةً ودَوِيلا

وهو فَعِيل‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الكَلأُ الدَّويل الذي أَتت عليه سَنتانِ فهو لا

خير فيه‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الدالةُ الشُّهْرة ويجمع الدَّالَ‏.‏ يقال‏:‏

تركناهم دالةً أَي شُهْرة‏.‏ وقد دَالَ يَدُول دالة ودَوْلاً إِذا صار

شُهْرة‏.‏ الدَّوالي‏:‏ ضَرْب من العنب بالطائف أَسود يضرب إِلى الحُمْرة، وروى

الأَزهري بسنده إِلى أُم المنذر العَدَوِيَّة قالتْ‏:‏ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومعه علي بن أَبي طالب، رضي الله عنه، وهو ناقِةٌ، قالت‏:‏ ولنا دَوالٍ مُعلَّقة، قالت‏:‏ فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فأَكل وقام علي، رضي الله عنه، يأْكل فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏

مَهْلاً فإِنك ناقِهٌ، فجلس علي، رضي الله عنه، وأَكل منها النبي صلى الله عليه وسلم ثم جعلت لهم سِلْقاً وشعيراً، فقال له النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ من هذا أَصِبْ فإِنه أَوْفقُ لك؛ قال‏:‏ الدَّوالي جمع دالية وهي

عِذْقُ بُسْرٍ يُعلَّق فإِذا أَرْطَب أُكل، والواو فيه منقلبة عن

الأَلف‏.‏ الدُّولُ‏:‏ حَيٌّ من حَنِيفة ينسب إِليهم الدُّوليُّ‏.‏ والدِّيلُ‏:‏ في عبدالقيس‏.‏ ودالانُ‏:‏ من هَمْدانَ، غير مهموز‏.‏

والدال‏:‏ حرف هجاء وهو حرف مجهور يكون في الكلام أَصلاً وبدلاً؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما قضينا على أَلفها أَنها منقلبة عن واو لما قدّمت في أَخواتها مما عينه أَلف، والله أَعلم‏.‏

ديل‏:‏ الدِّيلُ‏:‏ حيٌّ في عبد القَيْس ينسب إِليهم الدِّيليُّ، وهما

دِيلانِ‏:‏ أَحدهما الدِّيل بن شَنّ بن أَفْصى بن عبد القيس بن أَفْصى، والآخر

الديل بن عمرو بن وَدِيعةَ بن أَفصى بن عبد القيس، منهم أَهلُ عُمان‏.‏ ابن سيده‏:‏ وبنو الدِّيل من بني بكر بن عبد مناةَ بن كِنانَة‏.‏ غيره‏:‏ وأَما

الدُّئلُ، بهمزة مكسورة، فهم حَيٌّ من كنانة، وقد تقدم ذكره، وينسب إِليهم

أَبو الأَسود الدُّؤَلي، فتفتح الهمزة استثقالاً لتوالي الكسرات‏.‏

ذأل‏:‏ الذَّأَلانُ‏:‏ عَدْو متقارِب‏.‏ ابن سيده‏:‏ الدَّأَلان السُّرعة

والذؤول من النشاط، والذأَلانُ مشي سريع خفيف في مَيَسٍ وسُرعة، وبه سمي الذئب

ذُؤالة، ذأَلَ يَذْأَلُ ذَأْلاً وذَأَلاناً، وكذلك الناقة؛ قال الشاعر‏:‏

مَرَّتْ بِأَعْلى السَّحَرَيْنِ تَذْأَلُ

والذَّأَلانُ أَيضاً‏:‏ مَشْي الذئب؛ قال يعقوب‏:‏ والعرب تجمعه على

ذَآلِيلَ فيبدلون النون لاماً؛ قال ابن سيده‏:‏ ولا أَعرف كيف هذا الجمع؛ قال ابن بري‏:‏ كان حقه ذآلِين ليكون مثل كَرَوان وكَراوِينَ إِلا أَنه أَبدل من النون لاماً؛ وشاهد الذَّآلِيل قول ابن مقبل‏:‏

بذي مَيْعةٍ، كأَنَّ بعض سِقاطِه

وتَعْدائه رِسْلاً ذَآلِيلُ ثَعْلَب

وقال آخر‏:‏

ذو ذَأَلانٍ كَذآلِيلِ الذِّئِبْ

ورجل مِذْأَلٌ منه؛ قال أَبو النجم‏:‏

يأْتي لها مِن أَيْمُنٍ وأَشْمُل

ذو خِرَق طُلْسٍ، وشَخْص مِذْأَل

ورأَيت حاشية بخط بعض الفضلاء‏:‏ قال القالي وقال الفراء‏:‏ العرب تجمع

ذَأَلان الذئب ذآلِينَ وذآلِيلَ‏.‏ وذؤَالةُ‏:‏ الذئب، اسم له معرفة لا ينصرف، سمي به لخِفَّته في عَدْوه، والجمع ذِئلانٌ وذُؤْلان؛ قال ابن بري‏:‏ قال

أَسماء

بن خارجة يصف ذئباً طَمِع في ناقته‏:‏

لي كلَّ يَوْمٍ من ذُؤاله، ضِغْثٌ يَزِيدُ على إِباله

وقال‏:‏ هو مثل يضرب للأَمر ينبع الأَمر أَي لي كل يوم من ذؤالةَ بَلِيّة

على بلية‏.‏ ويقال‏:‏ خَشِّ ذؤالة بالحِبالة؛ قال ابن بري‏:‏ خَشِّ فعل أَمر من خَشَّيْتُه أَي خَوَّفتُه، ومعناه قَعْقِع تُرْهِبْ؛ وفي الحديث‏:‏ مَرَّ

بجارِية سوداء وهي تُرقِّص صَبيًّا لها وتقول‏:‏

ذُؤال، يا ابنَ القومِ، يا ذُؤَالَه

فقال، عليه السلام‏:‏ لا تقولي ذُؤال فإِنه شَرُّ السِّباع؛ ذُؤالَ‏:‏ ترخيم

ذُؤالة وهو اسم علم للذئب مثل أُسامة للأَسد‏.‏ والذَّأْلان‏:‏ الذئب

أَيضاً؛ قال رؤبة‏:‏

فارَطَني ذَأْلانُه وسَمْسَمُه

والذُّؤلانُ‏:‏ ابن آوى‏.‏ التهذيب‏:‏ والذَّأْلان بهمزة واحدة، يقال‏:‏ هو ابن آوى، وقد سَمَّت العرب عامّة السباع بأَسماء معارِفَ يُجرونها مُجْرى

أَسماء الرجال والنساء‏.‏

ذبل‏:‏ ذَبَلَ النباتُ والغُصن والإِنسان يَذْبُل ذَبْلاً وذبُولاً‏:‏ دَقَّ

بعد الرِّيّ، فهو ذابِل، أَي ذَوى، وكذلك ذَبُلَ، بالضم‏.‏ وقَناً ذابل‏:‏

دقيق لاصِق اللِّيطِ، والجمع ذُبَّلٌ وذُبُلٌ‏.‏ ويقال‏:‏ ذَبَل فوه يَذْبُل

ذُبولاً وذَبَّ ذُبوباً إِذا جَفَّ ويَبسَ رِيقُه وأَذْبَله الحرّ‏.‏

والتَّذَبُّل‏:‏ من مَشْي النساء إِذا مشت المرأَة مِشْية الرجال وكانت دقيقة‏.‏

ويقال‏:‏ ذِبْلُ ذَبِيل أَي ثُكْلُ ثاكل؛ ومنه سميت المرأَة ذِبْلة‏.‏ وما له

ذَبَلَ ذَبْلُه أَي أَصلُه، وهو من ذُبول الشيء أَي ذَبَل جسمه ولحمه، وقيل‏:‏ معناه بَطَل نكاحه؛ قال كثير بن الغَريرةِ‏:‏

طِعان الكُماة ورَكْض الجِيادِ، وقَوْل الحواضِنِ‏:‏ ذَبْلاً ذَبِيلا

قال ابن بري‏:‏ الذَّبِيل العَجَبُ؛ قال بَشامةُ بن الغَدِير النَّهْشَلي‏:‏

طعان الكماة وضرب الجياد، وقول الحواضن‏:‏ ذَبْلاً ذبيلا

وفي حديث عمرو بن مسعود‏:‏ قال لمعاوية وقد كَبِر‏:‏ ما تسأَل عمن ذَبَلت

بَشرته أَي قلّ ماء جلده وذهبت نَضارته‏.‏ ويقال‏:‏ ذَبَلَتْهم ذُبَيلةٌ أَي

هَلكوا‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الذُّبال النَّقَّابات، وكذلك الدُّبال بالذال

والدال، قال‏:‏ وذَبَلَته ذُبول ودَبَلَته دُبول، قال‏:‏ والذِّبل الثكْل؛ قال

أَبو منصور‏:‏ فهما لغتان‏.‏ وذَبُلَ الفرس‏:‏ ضَمُر؛ ومنه قول امرئ القيس‏:‏

على الذَّبْلِ جَيّاشٌ كأَنَّ اهْتِزامَه، إِذا جاشَ فيه حَمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ

والذَّبْلةُ‏:‏ الرّيح المُذْبِلةُ؛ قال ذو الرمة‏:‏

دِيار مَحَتْها بَعْدَنا كُلُّ ذَبْلةٍ

دَروجٍ، وأُخرى تُهْذِبُ الماء ساجر

والذُّبالةُ‏:‏ الفَتِيلة التي تُسْرَج، والجمع ذُبال؛ وأَنشد سيبويه‏:‏

بِتْنا بِتَدْوِرةٍ تُضِيء وجُوهُنا

دسَم السَّلِيطِ، يُضِيء فَوْقَ ذُبالِ

التهذيب‏:‏ يقال للفَتِيلة التي يُصْبَح بها السراج ذُبالة وذبَّالة، وجمعها ذُبال وذُبَّال؛ قال امرؤ القيس‏:‏

كمِصْباحِ زَيْتٍ في قَنادِيل ذُبَّالِ

قال‏:‏ وهو الذُّبال الذي يوضع في مِشكاة الزُّجاجة التي يُسْتَصْبَح بها‏.‏

والذَّبْل‏:‏ ظهر السُّلَحْفاة، وفي المحكم‏:‏ جلد السُّلحْفاة البَرِّيَّة، وقيل البحرية، يجعل منه الأَمشاط ويُجْعَل منه المَسَك أَيضاً، وقيل‏:‏

الذَّبْل عظام ظهر دابة من دواب البحر تتخذ النساء منه أَسْوِرة؛ قال جرير

يصف امرأَة راعية‏:‏

ترى العَبَس الحَوْلِيَّ جَوْناً بكوعها

لها مَسَكاً، من غير عاج ولا ذَبْل

ويروى‏:‏ جَوْناً بسوقها؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

تقول ذاتُ الذَّبَلات جَيْهَلُ

فجمع الذَّبْل بالأَلف والتاء، ورواه ابن الأَعرابي ذات الرَّبَلات‏.‏

وقال ابن شميل‏:‏ الذَّبْل القرون يُسَوَّى منه المَسَك‏.‏ الجوهري‏:‏ والذَّبْل

شيء كالعاج وهو ظهر السُّلَحْفاة البرية يتخذ منه السِّوار‏.‏ والذَّبْل‏:‏

جَبَل؛ حكاه أَبو حنيفة؛ وأَنشد لشاعر‏:‏

عَقِيلة إِجْل، تنتمي طَرِفاتُها

إِلى مُؤْنِق من جَنْبة الدَّبْل راهن

ويَذْبُل‏:‏ اسم جبل بعينه في بلاد نجد‏.‏

ذبكل‏:‏ أَبو ذُباكِل‏:‏ من شعرائهم‏.‏

ذجل‏:‏ التهذيب‏:‏ ابن الأَعرابي الذاجل الظالم، وقد ذَجَل إِذا ظَلَم‏.‏

ذحل‏:‏ الذِّحْل‏:‏ الثأْر، وقيل‏:‏ طَلَبُ مكافأَة بجناية جُنِيَت عليك أَو

عداوة أُتِيَتْ إِليك، وقيل‏:‏ هو العداوة والحِقْد، وجمعه أَذحال وذُحُول، وهو التِّرة‏.‏ يقال‏:‏ طلب بذَحْله أَي بثأْره‏.‏ وفي حديث عامر

بن المُلَوِّح‏:‏ ما كان رجل ليَقْتُل هذا الغلام بذَحْله إِلا قد

اسْتَوْفى؛ الذَّحْل‏:‏ الوِتْر وطلب المكافأَة بجناية جُنِيَتْ عليه من قتل أَو

جرح ونحو ذلك‏.‏

ذرمل‏:‏ التهذيب‏:‏ ذَرْمَل الرجُل إِذا أَخرج خُبْزته مُرَمَّدَةً ليعجلها

على الضيف‏.‏ ابن السكيت‏:‏ ذَرْمَل ذَرْمَلةً إِذا سَلَح؛ وأَنشد‏:‏

لَعْواً متى رأَيته تَقَهَّلا، وإِن حَطَأْت كَتِفيه ذَرْمَلا

ذعل‏:‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الذَّعَل الإِقرار بعد الجحود؛ قال الأَزهري‏:‏ وهذا

حرف غريب ما رأَيت له ذكراً في الكتب‏.‏

ذفل‏:‏ الذَّفْل والذِّفْل‏:‏ القَطِران الرقيق الذي قبل الخَضْخاض‏.‏

ذلل‏:‏ الذُّلُّ‏:‏ نقيض العِزِّ، ذلَّ يذِلُّ ذُلاًّ وذِلَّة وذَلالة

ومَذَلَّة، فهو ذلِيل بَيِّن الذُّلِّ والمَذَلَّة من قوم أَذِلاّء وأَذِلَّة

وذِلال؛ قال عمرو بن قَمِيئة‏:‏

وشاعر قومٍ أُولي بِغْضة

قَمَعْتُ، فصاروا لثاماً ذِلالا

وأَذَلَّه هو وأَذَلَّ الرجلُ‏:‏ صار أَصحابه أَذِلاَّءَ‏.‏ وأَذَلَّه‏:‏ وجده

ذَلِيلاً‏.‏ واسْتَذَلُّوه‏:‏ رأَوه ذَلِيلاً، ويُجْمَع الذَّلِيل من الناس

أَذِلَّة وذُلاَّناً‏.‏ والذُّلُّ‏:‏ الخِسَّة‏.‏ وأَذَلَّه واسْتَذَلَّه كله

بمعنى واحد‏.‏ وتَذَلَّل له أَي خَضَعَ‏.‏ وفي أَسماء الله تعالى‏:‏ المُذِلُّ؛ هو الذي يُلْحِق الذُّلَّ بمن يشاء من عباده وينفي عنه أَنواع العز

جميعها‏.‏ واسْتَذَلَّ البعيرَ الصَّعْبَ‏:‏ نَزع القُراد عنه ليستلذَّ فيأْنس به ويَذِلّ؛ وإِياه عَنى الحُطَيئة بقوله‏:‏

لَعَمْرُك ما قُراد بني قُرَيْع، إِذا نُزِع القُرادُ، بمستطاع

وقوله أَنشده ابن الأَعرابي‏:‏

ليَهْنِئْ تُرَاثي لامرئٍ غير ذِلَّةٍ، صَنَابِرُ أُحْدانٌ لهُنَّ حَفِيف

أَراد غير ذَلِيل أَو غير ذي ذِلَّة، ورفع صَنَابر على البدل من تُرَاث‏.‏

وفي التنزيل العزيز‏:‏ سَيَنالهم غَضَبٌ من ربهم وذِلَّة في الحياة

الدنيا؛ قيل‏:‏ الذِّلَّة ما أُمِروا به من قتل أَنفسهم، وقيل‏:‏ الذِّلَّة أَخذ

الجزية؛ قال الزجاج‏:‏ الجزية لم تقع في الذين عبدوا العِجْل لأَن الله تعالى

تاب عليهم بقتل أَنفسهم‏.‏ وذُلٌّ ذَلِيل‏:‏ إِما أَن يكون على المبالغة، وإِما أَن يكون في معنى مُذِلّ؛ أَنشد سيبويه لكعب بن مالك‏:‏

لقد لَقِيَتْ قُرَيْظَةُ ما سآها، وحَلَّ بدارهم ذُلٌّ ذَلِيل

والذِّلُّ، بالكسر‏:‏ اللِّين وهو ضد الصعوبة‏.‏ والذُّلُّ والذِّلُّ‏:‏ ضد

الصعوبة‏.‏ ذَلَّ يَذِلُّ ذُلاًّ وذِلاًّ، فهو ذَلُولٌ، يكون في الإِنسان

والدابة؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

وما يَكُ من عُسْرى ويُسْرى، فإِنَّني

ذَلولٌ بحاجِ المُعْتَفِينَ، أَرِيبُ

عَلَّق ذَلُولاً بالباء لأَنه في معنى رَفِيق ورؤُوف، والجمع ذُلُلٌ

وأَذِلَّة‏.‏ ودابة ذَلُولٌ، الذكر والأُنثى في ذلك سواء، وقد ذَلَّله‏.‏

الكسائي‏.‏ فرس ذَلُول بيِّن الذِّلِّ، ورجل ذَلِيلٌ بيِّنُ الذِّلَّةِ

والذُّلِّ، ودابة ذَلولٌ بيِّنة الذُّلِّ من دواب ذُلُل‏.‏ وفي حديث ابن الزبير‏:‏ بعض

الذُّلِّ أَبْقَى للأَهل والمال؛ معناه أَن الرجل إِذا أَصابته خُطَّة

ضَيْم يناله فيها ذُلٌّ فصبَر عليها كان أَبْقَى له ولأَهله وماله، فإِذا

لم يصبر ومَرَّ فيها طالباً للعز غَرَّر بنفسه وأَهله وماله، وربما كان

ذلك سبباً لهلاكه‏.‏ وعَيْرُ المَذَلَّة‏:‏ الوتِدُ لأَنه يُشَجُّ رأْسه؛ وقوله‏:‏

ساقَيْتُهُ كأْسَ الرَّدَى بأَسِنَّة

ذُلُلٍ، مُؤَلَّلة الشِّفار، حِدَاد

إِنما أَراد مُذَلّلة بالإِحداد أَي قد أُدِقَّت وأُرِقَّت؛ وقوله

أَنشده ثعلب‏:‏

وذَلَّ أَعْلى الحَوْض من لِطَامها

أَراد أَن أَعلاه تَثَلَّم وتهدَّم فكأَنه ذَلَّ وقَلَّ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ اللهم اسْقِنا ذُلُل السحاب؛ هو الذي لا رعد فيه ولا بَرْق، وهو جمع ذَلُول

من الذِّلّ، بالكسر، ضد الصعب؛ ومنه حديث ذي القرنين‏:‏ أَنه خُيِّر في ركوبه بين ذُلُل السحاب وصِعابه فاختار ذُلُله‏.‏ والذُّلُّ والذِّلُّ‏:‏

الرِّفْقُ والرحمة‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏ واخْفِضْ لهما جَناحَ الذُّلِّ من الرحمة‏.‏ وفي التنزيل العزيز في صفة المؤمنين‏:‏ أَذِلَّة على المؤْمنين

أَعِزَّة على الكافرين؛ قال ابن الأَعرابي فيما روى عنه أَبو العباس‏:‏ معنى قوله

أَذِلَّة على المؤمنين رُحَماء رُفَقاء على المؤمنين، أَعِزَّة على

الكافرين غِلاظ شِداد على الكافرين؛ وقال الزجاج‏:‏ معنى أَذِلَّة على المؤمنين

أَي جانبهم لَيِّنٌ على المؤمنين ليس أَنهم أَذِلاَّء مُهانون، وقوله

أَعِزَّة على الكافرين أَي جانبهم غليظ على الكافرين‏.‏ وقوله عز وجل‏:‏

وذُلِّلَت قُطوفُها تَذْليلاً، أَي سُوَّيت عناقيدها وذُلِّيَت، وقيل‏:‏ هذا

كقوله‏:‏ قطوفها دانية، كلما أَرادوا أَن يَقْطِفُوا شيئاً منها ذُلِّل ذلك لهم

فدَنا منهم، قُعوداً كانوا أَو مضطجعين أَو قياماً، قال أَبو منصور‏:‏

وتذليل العُذُوق في الدنيا أَنها إِذا انشقَّت عنها كَوَافيرها التي

تُغَطِّيها يَعْمِد الآبِر إِليها فيُسَمِّحُها ويُيَسِّرها حتى يُذلِّلها خارجة

من بين ظُهْران الجريد والسُّلاَّء، فيسهل قِطافها عند يَنْعها؛ وقال

الأَصمعي في قول امرئ القيس‏:‏

وكَشْحٍ لَطِيف كالجَدِيل مُخَصَّرٍ، وساقٍ كأُنْبوبِ السَّقِيِّ المُذَلَّل

قال‏:‏ أَراد ساقاً كأُنبوب بَرْديٍّ بين هذا النخل المُذَلَّل، قال‏:‏

وإِذا كان أَيام الثمرة أَلَحَّ الناس على النخل بالسَّقْي فهو حينئذ

سَقِيٌّ، قال‏:‏ وذلك أَنعم للنخيل وأَجْوَد للثمرة‏.‏ وقال أَبو عبيدة‏:‏ السَّقِيُّ

الذي يسقيه الماء من غير أَن يُتَكلَّف له السقي‏.‏ قال شمر‏:‏ وسأَلت ابن الأَعرابي عن المُذلَّل فقال‏:‏ ذُلِّلَ طريقُ الماء إِليه، قال أَبو منصور‏:‏

وقيل أَراد بالسَّقِيِّ العُنْقُر، وهو أَصل البَرْدِيِّ الرَّخْص

الأَبيض، وهو كأَصل القَصَب؛ وقال العَجّاج‏:‏

على خَبَنْدَى قَصَب ممكور، كعُنْقُرات الحائر المسكور

وطريق مُذَلَّل إِذا كان مَوْطُوءاً سَهْلاً‏.‏ وذِلُّ الطريق‏:‏ ما وُطْئَ

منه وسُهِّل‏.‏ وطريق ذَلِيلٌ من طُرُق ذُلُل، وقوله تعالى‏:‏ فاسْلُكي

سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً؛ فسره ثعلب فقال‏:‏ يكون الطريق ذَليلاً وتكون هي

ذَلِيلة؛ وقال الفراء‏:‏ ذُلُلاً نعت السُّبُل، يقال‏:‏ سبيل ذَلُولٌ وسُبُل

ذُلُلٌ، ويقال‏:‏ إِن الذُّلُل من صفات النحل أَي ذُلِّلت ليخرج الشراب من بطونها‏.‏ وذُلِّل الكَرْمُ‏:‏ دُلِّيت عناقيده‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ التدْليل تسوية

عناقيد الكرْم وتَدْلِيتها، والتذْليل أَيضاً أَن يوضع العِذْق على

الجريدة لتحمله؛ قال امرؤ القيس‏:‏

وساق كأُنبوب السَّقِيِّ المُذَلَّل

وفي الحديث‏:‏ كم من عِذْق مُذَلَّل لأَبي الدَّحْداح؛ تذليل العُذوق تقدم

شرحه، وإِن كانت العين

مفتوحة فهي النخلة، وتذليلها تسهيل اجتناء ثمرتها وإِدْناؤها من قاطفها‏.‏ وفي الحديث‏:‏ تتركون المدينة على خير ما كانت عليه مُذَلَّلة لا

يغشاها إِلاَّ العوافي، أَي ثمارها دانية سهلة التناول مُخَلاَّة غير

مَحْمِيَّة ولا ممنوعة على أَحسن أَحوالها، وقيل أَراد أَن المدينة تكون

مُخَلاَّة أَي خالية من السكان لا يغشاها إِلاَّ الوحوش‏.‏

وأُمور الله جارية على أَذلالها، وجارية أَذلالَها أَي مَجاريها وطرقها، واحدها ذِلٌّ؛ قالت الخنساء‏:‏

لتَجْرِ المَنِيَّةُ بعد الفتى الـ *** ـمُغادَر بالمَحْو أَذْلالَها

أَي لتَجْر على أَذلالها فلست آسى على شيءٍ بعده‏.‏ قال ابن بري‏:‏ الأَذلال

المَسالك‏.‏ ودَعْه على أَذْلاله أَي على حاله، لا واحد له‏.‏ ويقال‏:‏ أَجْرِ

الأُمور على أَذلالها أَي على أَحوالها التي تَصْلُح عليها وتَسْهُل

وتَتَيسر‏.‏ الجوهري‏:‏ وقولهم جاءَ على أَذلاله أَي على وجهه‏.‏ وفي حديث

عبدالله‏:‏ ما من شيءٍ من كتاب الله إِلاَّ وقد جاءَ على أَذلاله أَي على وجوهه

وطرُقه؛ قال ابن الأَثير‏:‏ هو جمع ذِلٍّ، بالكسر‏.‏ يقال‏:‏ ركبوا ذِلَّ الطريق

وهو ما مُهِّد منه وذُلِّل‏.‏ وفي خُطبة زياد‏:‏ إِذا رأَيتموني أُنْفِذ فيكم

الأَمرَ فأَنْفِذُوه على أَذلالِه‏.‏

ويقال‏:‏ حائط ذَلِيل أَي قصير‏.‏ وبيت ذَلِيلٌ إِذا كان قريب السَّمْك من الأَرض‏.‏ ورمح ذَلِيل أَي قصير‏.‏ وذَلَّت القوافي للشاعر إِذا سَهُلت‏.‏

وذَلاذِلُ القميص‏:‏ ما يَلي الأَرض من أَسافله، الواحد ذُلذُلٌ مثل

قُمْقُم وقَماقِم؛ قال الزَّفَيانُ يَنْعَت ضِرْغامة‏:‏

إِنَّ لنا ضِرْغامةً جُنادِلا، مُشَمِّراً قد رَفَع الذَّلاذِلا، وكان يَوْماً قَمْطَرِيراً باسِلا

وفي حديث أَبي ذرّ‏:‏ يَخرج من ثَدْيِهِ يَتَذَلْذَل أَي يَضْطرِب من ذَلاذِل الثوب وهي أَسافله، وأَكثر الروايات يتزلزل، بالزاي‏.‏ والذُّلْذُلُ

والذِّلْذِل والذِّلْذِلةُ والذُّلَذِلُ والذُّلَذِلةُ، كله‏:‏ أَسافل

القميص الطويل إِذا ناسَ فأَخْلَق‏.‏ والذَّلَذِلُ‏:‏ مقصور عن الذَّلاذِل الذي هو جمع ذلك كله، وهي الذّناذِنُ، واحدها ذُنْذُنٌ‏.‏

ذمل‏:‏ الذَّمِيلُ‏:‏ ضرب من سير الإِبل، وقيل‏:‏ هو السير الليِّن ما كان، وقيل‏:‏ هو فوق العَنَقِ؛ قال أَبو عبيد‏:‏ إِذا ارتفع السير عن العَنَق قليلاً

فهو التَّزَيُّد، فإِذا ارتفع عن ذلك فهو الذَّمِيلُ، ثم الرَّسِيم، ذَمَل يَذْمُل ويَذْمِل ذَمْلاً وذُمُولاً وذَمِيلاً وذَمَلاناً، وهي ناقة

ذَمُول من نُوق ذُمُل‏.‏ قال الأَصمعي‏:‏ ولا يَذْمُل بعير يوماً وليلة إِلاَّ

مَهْرِيٌّ‏.‏ وفي حديث قُسٍّ‏:‏ يَسِير ذَمِيلاً أَي سَيْراً سريعاً

لَيِّناً، وأَصله في سير الإِبل‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الذَّمِيلةُ المُعْيِيَةُ‏.‏

ويقال للأَبْرَص‏:‏ الأَذْمَل والأَعْرم والأَبْقَع، قال‏:‏ وجمع الذَّامِلة من النوق الذَّوامِل؛ قال الشاعر‏:‏

تَخُبُّ إِليه اليَعْمَلاتُ الذَّوامِلُ

وذامِلٌ وذُمَيْلٌ‏:‏ اسمان‏.‏

ذهل‏:‏ الذَّهْل‏:‏ تَرْكُكَ الشيءَ تَناساه على عَمْد أَو يَشْغَلك عنه

شُغْلٌ، تقول‏:‏ ذَهَلْت عنه وذَهِلْتُ وأَذْهَلَني كذا وكذا عنه؛ وأَنشد‏:‏

أَذْهَلَ خِلِّي عن فِراشِي مَسْجَدُهْ

وفي التنزيل العزيز‏:‏ يوم تَذْهَلُ كلُّ مُرْضِعة عما أَرضعت؛ أَي

تَسْلُو عن ولدها‏.‏ ابن سيده‏:‏ ذَهَل الشيءَ وذَهَل عنه وذَهِلَه وذَهِل، بالكسر،

عنه يَذْهَل فيهما ذَهْلاً وذُهُولاً تركه على عَمْد أَو غَفَل عنه أَو

نَسِيَه لشُغُل، وقيل‏:‏ الذَّهْل السُّلوُّ وطيب النَّفْس عن الإِلْف، وقد

أَذْهَله الأَمر، وأَذْهلَه عنه‏.‏

ومَرَّ ذَهْل من الليل وذُهْل أَي قِطْعة، وقيل‏:‏ ساعة منه مثل دَهْل، والدال أَعلى، وجاءَ بعد ذَهْل من الليل ودَهْل أَي بعد هَدْءٍ؛ وأَنشد ابن بري لأَبي جهمة الذهلي‏:‏

مَضَى من الليل ذَهْلٌ، وهي واحدةٌ، كأَنَّها طائرٌ بالدَّوِّ مَذْعُور

قال‏:‏ وقال أَبو زكريا التبريزي دَهْل، بدال غير معجمة؛ قال‏:‏ وكذا أَنشده

في الحَماسة‏.‏

والذُّهْلُول من الخيل‏:‏ الجَوادُ الدَّقيق‏.‏

وذُهْل‏:‏ قبيلة‏.‏ وذُهْلٌ‏:‏ حَيٌّ من بكر وهما ذُهْلان كلاهما من ربيعة‏:‏

أَحدهما ذُهْلُ بن شيبان بنِ ثَعْلبةَ بنِ عُكَابة، والآخر ذُهْل بنُ ثعلبة

بن عُكَابة، وقد سَمَّوا ذُهْلاً وذُهْلانَ وذُهَيلاً‏.‏

ذول‏:‏ الذال‏:‏ حرف هجاء، وهو حرف مجهور، يكون أَصلاً لا بدلاً ولا زائداً، قال ابن سيده‏:‏ وإِنما حكمت على أَلفها أَنها منقلبة عن واو لأَن عينها

أَلف مجهولة الانقلاب وتصغيرها ذُوَيْلة، وقد ذَوَّلْت ذالاً‏.‏

والذَّوِيلُ‏:‏ اليابس من النبات وغيره؛ هذه رواية ابن دريد، والصحيح

الدَّويل، بالدال المهملة‏.‏

ذيل‏:‏ الذَّيْل‏:‏ آخر كل شيء‏.‏ وذَيْل الثوب والإِزارِ‏:‏ ما جُرَّ منه إِذا

أُسْبِل‏.‏ والذَّيْل‏:‏ ذَيْلُ الإِزار من الرِّداء، وهو ما أُسْبِل منه

فأَصاب الأَرض‏.‏ وذَيْل المرأَة لكل ثوب تَلْبَسه إِذا جرَّته على الأَرض من خلفها‏.‏ الجوهري‏:‏ الذيلُ واحد أَذْيال القميص وذُيولِه‏.‏ وذَيْلُ الرِّيح‏:‏

ما انسحب منها على الأَرض‏.‏ وذيل الرِّيح‏:‏ ما تتركه في الرمال على هيئة

الرَّسَن ونحوه كأَنَّ ذلك إِنما هو أَثَرُ ذَيْل جرَّته؛ قال‏:‏

لكل ريح فيه ذَيْلٌ مَسْفور

وذَيْلُها أَيضاً‏:‏ ما جرَّته على وجه الأَرض من التراب والقَتام، والجمع من كل ذلك أَذْيال وأَذْيُل؛ الأَخيرة عن الهَجَرِيِّ؛ وأَنشد لأَبي

البقرات النخعي‏:‏

وثلاثاً مِثلَ القَطا، مائِلاتٍ، لَحَفَتْهُن أَذْيُلُ الرِّيح تُرْبا

والكثير ذُيول؛ قال النابغة‏:‏

كأَنَّ مَجَرَّ الرَّامِساتِ ذُيُولَها

عليه قَضِيمٌ، نمَّقتْه الصَّوانِعُ‏.‏

وقيل‏:‏ أَذْيالُ الرِّيح مآخِيرها التي تُكْسَحُ بها ما خَفَّ لها‏.‏

وذَيْلُ الفرس والبعير ونحوهما‏:‏ ما أَسْبَلَ من ذَنَبه فتَعَلَّق، وقيل‏:‏

ذَيْلُه ذنبه‏.‏ وذَالَ يَذِيل وأَذْيَل‏:‏ صار له ذيْلٌ‏.‏ وذالَ به‏:‏ شالَ، وكذلك

الوعِلُ بذنَبه‏.‏ وفرس ذائلٌ‏:‏ ذو ذَيْلٍ، وذَيَّال‏:‏ طويل الذَّيل؛ وفي الصحاح‏:‏ طويل الذنب، والأُنثى ذائلة؛ وقال ابن قتيبة‏:‏ ذائل طويل الذَّيل، وذَيَّالٌ‏:‏ طويل الذيل؛ وفي التهذيب أَيضاً‏:‏ طويل الذنب؛ وأَنشد ابن بري

لعباس بن مِرْداس‏:‏

وإِني حاذِرٌ، أَنْمِي سلاحِي

إِلى أَوْصالِ ذَيَّالٍ مَنيع

فإِن كان الفرس قصيراً وذنبه طويلاً قالوا ذائل، والأُنثى ذائلة، أَو

قالوا ذَيَّالُ الذنب فيذكرون الذنب، ويقال لذنب الفرس إِذا طال ذَيل

أَيضاً، وكذلك الثور الوحشي‏.‏ والذَّيَّال من الخيلِ‏:‏ المُتَبَختِر في مَشْيه

واسْتِنانه كأَنه يَسْحَب ذَيْلَ ذنَبه‏.‏ وذالَ الرجل يَذِيل ذَيْلاً‏:‏

تَبَخَترَ فجرَّ ذَيْله؛ قال طرفة يصف ناقة‏:‏

فَذَالَتْ كما ذالَتْ وَليدةُ مَجْلِسٍ، تُرِي رَبَّها أَذْيالَ سَحْلٍ مُمَدَّد

يعني أَنها جَرَّت ذنبها كما ذالت مملوكة تسقي الخمر في مجلس‏.‏ وفي حديث

مصعب بن عمير‏:‏ كان مترفاً في الجاهلية يدَّهن بالعَبِير ويُذِيلُ يُمْنَة

اليَمَن أَي يُطيل ذَيْلها، واليُمنة ضرب من برود اليمن‏.‏ ويقال‏:‏ ذات

الجارية في مَشْيها تَذِيل ذَيْلاً إِذا ماسَت وجَرَّت أَذيالها على الأَرض

وتبخترت‏.‏ وذالت الناقةُ بذنبها إِذا نشَرتْه على فخذيها‏.‏ خالد بن جَنْبَة

قال‏:‏ ذَيْلُ المرأَة ما وقع على الأَرض من ثوبها من نواحيها كلها، قال‏:‏

فلا نَدْعو للرَّجُل ذَيْلاً، فإِن كان طويل الثوب فذلك الإِرْفال في القميص والجُبَّة‏.‏ والذَّيْلُ في دِرْع المرأَة أَو قِناعها إِذا

أَرْخَتْه‏.‏ تذيلت الدابةُ‏:‏ حرَّكت ذنَبها من ذلك‏.‏ والتَّذَيُّل‏:‏ التَّبَخْتُر

منه‏.‏ دِرْع ذائلةٌ وذائل ومُذالةٌ‏:‏ طويلة‏.‏ والذّائل‏:‏ الدِّرْع الطويلة

الذَّيْل؛ قال النابغة‏:‏

وكلّ صَمُوتٍ نَثْلة تُبَّعِيَّة، ونَسْجُ سُلَيْم كلَّ قَضّاءَ ذائِلِ

يعني سليمان بن داود، على نبينا وعليهما السلام؛ والصَّمُوتُ‏:‏ الدِّرْع

التي إِذا صُبَّت لم يسمع لها صوت‏.‏ وذَيَّل فلان ثوبه تَذييلاً إِذا

طوّله‏.‏ ومُلاءٌ مُذَيَّلٌ‏:‏ طويلُ الذيل، وثوب مُذَيَّل؛ قال الشاعر‏:‏

عَذَارَى دَوارٍ في مُلاء مُذَيَّلِ

ويقال‏:‏ أَذالَ فلان ثوبه أَيضاً إِذا أَطالَ ذَيْله؛ قال كثيِّر‏:‏

على ابن أَبي العاصي دلاصٌ حَصِينةٌ، أَجادَ المُسَدِّي سَرْدَها فأَذالَها

وأَذالَت المرأَةُ قِناعَها أَي أَرْسَلَتْه‏.‏ وحَلْقة ذائلة ومُذالة‏:‏

رَقيقة لطيفة مع طُول‏.‏

والمُذالُ من البسيط والكامل‏:‏ ما زِيدَ على وتِده من آخر البيت حرفان، وهو المُسَبّغ في الرَّمَل، ولا يكون المُذال في البسيط إِلاَّ من المُسَدّس ولا في الكامل إِلاَّ من المربع؛ مثال الأَول قوله‏:‏

إِنَّا ذَمَمْنا على ما خَيَّلَتْ

سَعْدُ بنُ زيدٍ، وعَمْراً من تَمِيمْ

ومثال الثاني قوله‏:‏

جَدَثٌ يكونُ مُقامُه، أَبَداً، بمُخْتَلَِفِ الرِّياحْ

فقوله رَنْ من تميمْ مستفعلان، وقوله تَلَِفِرْ رِياحْ مُتَفاعلان؛ وقال

الزجاج‏:‏ إِذا زيد على الجزء حرف واحد، وذلك الجزء مما لا يُزاحَف، فاسمه

المُذال نحو متفاعلان أَصله متفاعلن فزدت حرفاً فصار ذلك الحرف بمنزلة

الذَّيْل للقميص‏.‏

وذَال الشيءُ يَذيلُ‏:‏ هانَ، وأَذَلْته أَنا‏:‏ أَهَنْته ولم أُحْسِن

القِيام عليه‏.‏ وأَذَالَ فلان فرسه وغلامه إِذا أهانَه‏.‏ والإِذالةُ‏:‏ الإِهانة‏.‏

وفي الحديث‏:‏ نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن إِذالة الخيل وهو امْتِهانُها بالعمل والحملِ عليها، وفي رواية‏:‏ باتَ جبريل، عليه السلام، يعاتبني

في إِذالة الخيل أَي إِهانَتِها والاسْتِخْفاف بها؛ ومنه الحديث الآخر‏:‏

أَذالَ الناسُ الخيلَ، وقيل إِنهم وضَعُوا أَدَاة الحرب عنها وأَرسلوها‏.‏

والمُذالُ‏:‏ المُهانُ، وقيل للأَمَة المُهانةِ‏:‏ المُذالةُ‏.‏ وفي المثل‏:‏

أَخْيَلُ من مُذالةٍ، وهي الأَمَة لأَنها تُهان وهي تَتَبَخْتَر‏.‏ ويقال‏:‏

ذَيْل ذائل وهو الهَوان والخِزْيُ‏.‏ وقولهم‏:‏ جاء أَذْيالٌ من الناس أَي

أَواخِرُ منهم قليل‏.‏ وذالَت المرأَةُ والناقةُ تَذِيل‏:‏ هُزِلت وفسدت‏.‏

وأَذَلْتها‏:‏ أَهْزَلْتها، وهو من ذلك‏.‏ والمُذَيَّلُ والمُتَذَيّلُ‏:‏

المُتَبَذِّلُ‏.‏ وبنو الذَّيّال‏:‏ بطن من العرب‏.‏

رأل‏:‏ الرَّأْل‏:‏ ولد النَّعام، وخص بعضهم به الحَوْلِيَّ منها؛ قال امرؤ

القيس‏:‏

كأَنَّ مَكانَ الرِّدْفِ منه على رالِ

أَراد على رَأْل، فإِما أَن يكون خفف تخفيفاً قياسيّاً، وإِما أَن يكون

أَبدل إِبدالاً صحيحاً على قول أَبي الحسن لأَن ذلك أَمكن للقافية، إِذ

المخفف تخفيفاً قياسيّاً في حكم المحقق، والجمع أَرْؤُلٌ ورِئْلانٌ

ورِئالٌ ورِئالةٌ؛ قال طفيل‏:‏

أَذُودُهمُ عنكمْ، وأَنتمْ رِئالةٌ

شِلالاً، كما ذِيدَ النِّهالُ الخَوامِسُ

قال ابن سيده‏:‏ وأُرى الهاء لحقت الرِّئال لتأْنيث الجماعة كما لحقت في الفِحالةِ، والأُنثى رَأْلة؛ أَنشد ثعلب‏:‏

أَبْلِغِ الحرثَ عني أَنَّني

شَرُّ شَيْخٍ، في إِيادٍ ومُضَرْ

رَأْلَةٌ مُنْتَتِفٌ بُلْعُومُها، تأْكُلُ الفَثَّ وخَمّانَ الشجَرْ

ونَعامة مُرْئِلةٌ‏:‏ ذات رَأْلٍ؛ وقولُ بعض الأَغْفال يصف امرأَة

رَاودَتْه‏:‏

قامَتْ إِلى جَنْبِي تَمَسُّ أَيْرِي، فَزَفَّ رَأْلي، واسْتُطِيرت طَيْري

إِنما أَراد أَن فيه وحشية كالرَّأْل من الفَزَع، وهذا مثل قولهم شالَت

نَعامَتُهم أَي فَزِعوا فَهَربوا‏.‏ واسترأَلت الرِّئْلانُ‏:‏ كَبِرَتْ

واسْتَرْأَلَ النباتُ إِذا طال، شبه بعُنُق الرَّأْل‏.‏ ومَرَّ فلان مُرَائلاً إِذا أَسرع‏.‏

والرُّؤالُ، مهموز‏:‏ الزيادة في أَسنان الدابة‏.‏

والرُّؤَال والرّاؤُول‏:‏ لُعاب الدَّوابِّ؛ عن ابن السكيت، ورواه أَبو

عبيد بغير همز، وصرح بذلك، وقيل‏:‏ الرُّؤَالُ زَبَدُ الفرس خاصة‏.‏

والمِرْوَلُ‏:‏ الرَّجل الكثير الرُّؤَال، وهو اللُّعاب‏.‏ أَبو زيد‏:‏ الرُّؤَال

والرُّؤَام اللُّعاب‏.‏

وابن رَأْلانَ‏:‏ رجل من سِنْبِس طَيِّءٍ، وهو من الباب الذي يكون فيه

الشيء غالباً عليه اسمٌ، يكون لكلِّ مَن كان من أُمَّتِه أَو كان في صفته؛ قال سيبويه‏:‏ وكابن الصَّعِق قولهم ابن رَأْلان وابن كُراع، ليس كلُّ من كان ابناً لرَأْلانَ وابناً لكُراعٍ غلب عليه الاسم، والنسَبُ إِليه

رَأْلانِيٌّ، كما قالوا في ابن كراع كُراعِيٌّ‏.‏

وذاتُ الرِّئال وجَوُّ رِئال‏:‏ موضعان؛ قال الأَعشى‏:‏

تَرْتَعِي السَّفْحَ فالكَثِيبَ، فذا قا

رٍ، فَرَوْضَ القَطا، فذاتَ الرِّئالِ

وقال الراعي‏:‏

وأَمْسَتْ بوادي الرَّقْمَتَينِ، وأَصبحَتْ

بجوِّ رِئالٍ، حيثُ بَيِّنَ فالقُهْ

الجوهري‏:‏ وذاتُ الرِّئالِ رَوْضَةٌ‏.‏ والرِّئال‏:‏ كواكِبُ‏.‏

رأبل‏:‏ الرِّئْبالُ‏:‏ من أَسماء الأَسد والذئب، يهمز ولا يهمز مثل حَلأْتُ

السَّوِيقَ وحَلَّيْتُ، والجمع الرَّآبيل؛ قال ابن بري‏:‏ وليس حرف اللين

فيه بدلاً من الهمزة؛ قال ابن سيده‏:‏ وإِنما قضيت على رِئبال المهموز أَنه

رباعي على كثرة زيادة الهمزة من جهة قولهم في هذا المعنى رِيبال، بغير

همز، وذلك أَن ريبالاً بغير همز لا يخلو من أَن يكون فِيعالاً أَو

فِعْلالاً، فلا يكون فِيعالاً لأَنه من أَبنية المصادر، ولا فِعْلالاً وياؤُه

أَصل لأَن الياء لا تكون أَصلاً في بنات الأَربعة، فثبت من ذلك أن رِئبالاً فِعلال، همزته أَصل بدليل قولهم خرجوا يَتَرَأْبَلُون، وأَن ريبالاً

مخفف عنه تخفيفاً بدليّاً، وإِنما قَضَينا على تخفيف همزة ريبال أَنه بدليّ

لقول بعض العرب يصف رجلاً‏:‏ هو لَيْثٌ أَبو رَيابِل، وإِنما قال ريابل

ولم يقل رَيابيل لأَن بعده عَسَّافُ مَجاهِل‏.‏ وحكى أَبو علي‏:‏ ريابيل العرب

للُصوصِهم، فإِن قلت‏:‏ فإِن رِئبالاً فِئعال لكثرة زيادة الهمزة، وقد

قالوا تَرَبَّل لحمه، قلنا إِن فِئعالاً في الأَسماء عدم، ولا يسوغ الحمل على

باب إِنْقَحْلٍ ما وُجِد عنه مندوحة، وأَمّا تربَّل لحمه مع قولهم

رِئبال فمن باب سِبَطْرٍ، إِنما هو في معنى سَبْطٍ وليس من لفظه، ولأْآل للذي

يَبِيع اللُّؤْلُؤ فيه بعض حروفه وليس منه، ولا يجب أَن يُحمل قولهم

يَتَرأْبلون على باب تَمَسْكَن وتَمَدْرَعَ وخرجوا يَتَمغْفَرُون لقلة ذلك؛ وقال بعضهم‏:‏ همزة رِئبال بدل من ياء‏.‏ وفي حديث ابن أُنَيْس‏:‏ كأَنه

الرِّئبال الهَصُور أَي الأَسد، والجمع الرَّآبل والرَّيابِيلُ، على الهمز

وتركه‏.‏ وذئب رِئْبالٌ ولِصٌّ رِئبال‏:‏ وهو من الجُرْأَة‏.‏ وتَرَأْبَلُوا‏:‏

تَلَصَّصُوا‏.‏ وخرجوا يَتَرأْبَلُون إِذا غزَوْا على أَرجلهم وحدهم بلا والٍ

عليهم؛ وفَعل ذلك من رَأْبَلَتِه وخُبْثِه‏.‏ وتَرَأْبَلَ تَرَأْبُلاً

ورَأْبَلَ رَأْبَلةً، وفلان يَتَرأْبَلُ أَي يُغِير على الناس ويَفعل فِعْل

الأَسد؛ وقال أَبو سعيد‏:‏ يجوز فيه ترك الهمز؛ وأَنشد لجرير‏:‏

رَيابِيل البلادِ يَخَفْنَ منِّي، وحَيّةُ أَرْيَحاء ليَ اسْتَجابا

قال ابن بري‏:‏ البيت في شعر جرير‏:‏

شَياطِينُ البلاد يَخَفْن زَأْرِي

وأَريحاء‏:‏ بيت المَقْدِس

قال‏:‏ ومثله للنُّمَيري‏:‏

ويلقى كما كُنّا يداً في قتالنا

رَيابِيل، ما فينا كَهامٌ ولا نِكْسُ

ابن سيده‏:‏ وقيل الرِّئْبال الذي تلده أُمه وحده‏.‏

وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبثه، والرَّأْبَلة‏:‏ أَن يمشي الرجل مُتكفِّئاً

في جانبيه كأَنه يَتَوَجَّى‏.‏

ربل‏:‏ الرَّبْلَةُ والرَّبَلَةُ، تسكن وتُحرّك، قال الأَصمعي والتحريك

أَفصح‏:‏ كل لحمة غليظة، وقيل‏:‏ هي ما حول الضَّرْع والحياء من باطن الفخذ، وقيل‏:‏ هي باطن الفخذ، وجمعها الرَّبَلات؛ وقال ثعلب‏:‏ الرَّبَلات أُصُولُ

الأَفخاذ؛ قال‏:‏

كأَنَّ مجَامِعَ الرَّبَلات منها

فِئامٌ يَنْهَضُون إِلى فِئامِ

وقال المُسْتَوْغِر بن ربيعة يصف فرساً عَرِقت، وبهذا البيت سمي

المستوغر‏:‏

يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ منها، نَشِيشَ الرَّضْفِ في اللَّبنِ الوَغِيرِ

قال‏:‏ وامرأَة رَبِلة ورَبْلاء ضَخْمة الرَّبَلات، ولكل إِنسانٍ

رَبَلَتانِ‏.‏ وامرأَة رَبْلاء رفْغاء أَي ضيّقة الأَرْفاغِ‏.‏ والرَّبَالُ‏:‏ كثرة

اللحم والشحم، وفي المحكم‏:‏ الرَّبالَةُ كثرة اللحم‏.‏ ورجل رَبِيل‏:‏ كثير اللحم

ورَبِلُ اللحم، وأَنشد ابن بري للقطامي‏:‏

عَلى الفِراش الضَّجِيعُ الأَغْيَدُ الرَّبِلُ

وأَنشد أَيضاً للأَخطل‏:‏

بحُرَّةٍ كأَتانِ الضَّحْلِ ضَمَّرَها، بعد الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْيارِي

وامرأَة رَبِلة ومُتَرَبِّلة‏:‏ كثيرة اللحم والشحم‏.‏ والرَّبِيلة‏:‏

السَّمَن والخَفْض والنَّعْمة؛ قال أَبو خِراش‏:‏

ولم يَكُ مَثْلُوجَ الفُؤادِ مُهَبَّجاً، أَضاعَ الشَّبابَ في الرَّبِيلة والخَفْضِ

ويروى مُهَبَّلاً‏.‏ والرَّبِيلة‏:‏ المرأَة السمينة‏.‏ وتَرَبَّلَت المرأَة‏:‏

كثر لحمها، ورَبَلَت أَيضاً كذلك‏.‏ ورَبَل بنو فلان يَرْبُِلُون‏:‏ كثر

عَدَدُهم ونَمَوْا‏.‏ وقال ثعلب‏:‏ رَبَل القومُ كَثُرُوا أَو كَثُر أَولادهم

وأَموالهم‏.‏ وفي حديث بني إِسرائيل‏:‏ فلما كَثُروا ورَبَلُوا أَي غَلُظوا، ومنه تَربَّل جسمُه إِذا انتفخ ورَبا، قال‏:‏ هذا قول الهروي‏.‏

والرَّبْل‏:‏ ضروب من الشجر إِذا بَردَ الزمان عليها وأَدبر الصيف

تَقطَّرَت بورق أَخضر من غير مطر، يقال منه‏:‏ تَرَبَّلت الأَرض‏.‏ ابن سيده‏:‏

والرَّبْل ورق يتفطر في آخر القيظ بعد الهَيْج ببرد الليل من غير مطر، والجمع رُبول؛ قال الكميت يصف فِراخ النعام‏:‏

أَوَيْنَ إِلى مُلاطِفةٍ خَضُودٍ، لمَأْكَلِهِنّ أَطْرافَ الرُّبُول

يقول‏:‏ أَوَيْنَ إِلى أُم مُلاطِفةٍ تُكَسّر لهن أَطراف الشجر ليأْكلن‏.‏

ورَبْلٌ أَرْبَلُ‏:‏ كأَنهم أَرادوا المبالغة والإِجادة؛ قال الرّاجز‏:‏

أُحِبُّ أَنْ أَصْطادَ ضَبًّا سَحْبَلا، ووَرَلاً يَرْتادُ رَبْلاً أَرْبَلا

وقد تَرَبَّل الشحرُ؛ قال ذو الرمة‏:‏

مُكُوراً ونَدْراً من رُخامَى وخِطْرةٍ، وما اهْتَزَّ مِن ثُدَّائِه المُتَرَبِّل

وخرجوا يَتَرَبَّلُون‏:‏ يَرْعَوْن الرَّبْلَ‏.‏ ورَبَلَت الأَرضُ

وأَرْبَلت‏:‏ كثر رَبْلُها، وقيل‏:‏ لا يزال بها رَبْل‏.‏ وأَرض مِرْبال‏:‏ كثيرة

الرَّبْل‏.‏ ورَبَلَت المراعي‏:‏ كثر عُشْبُها؛ وأَنشد الأَصمعي‏:‏

وذُو مُضاضٍ رَبَلَتْ منه الحُجَرْ، حيث تَلاقَى واسِطٌ وذُو أَمَرْ

قال‏:‏ الحُجَر داراتٌ في الرَّمْل، والمُضاض نَبْت‏.‏ الفراء‏:‏ الرِّيبال

النبات المُلتفّ الطويل‏.‏ وترَبَّلت الأَرض‏:‏ اخْضَرَّت بعد اليُبس عند

إِقبال الخريف‏.‏ والرَّبْل‏:‏ ما تَربَّل من النبات في القيظ وخرج من تحت اليبيس

منه نبات أَخضر‏.‏

والرَّبِيل‏:‏ اللِّصُّ الذي يَغْزو القوم وحده‏.‏ وفي حديث عمرو بن العاص، رضي الله عنه، أَنه قال‏:‏ انظروا لنا رجلاً يَتَجنَّب بنا الطَّريقَ، فقالوا‏:‏ ما نعلم إِلا فلاناً فإِنه كان رَبيلاً في الجاهلية؛ التفسير لطارق

بن شهاب حكاه الهروي في الغَرِيبين‏.‏ ورآبِلةُ العرب‏:‏ هم الخُبَثاء

المُتَلَصِّصُون على أَسْؤُقهم، وقال الخطابي‏:‏ هكذا جاء به المحدِّث بالباء

الموحدة قبل الياء، قال‏:‏ وأُراه الرَّيْبَل الحرف المعتل قبل الحرف الصحيح‏.‏

يقال‏:‏ ذئب رِيبال ولِصٌّ رِيبال، وهو من الجُرأَة وارْتِصاد الشَّرّ، وقد

تقدّم‏.‏ ورَبالٌ‏:‏ اسم‏.‏ وخرجوا يتربَّلون أَي يَتَصيَّدون‏.‏ والرِّيبال، بغير همز‏:‏ الأَسد ومشتق منه، وقد تقدّم ذكره؛ قال أَبو منصور‏:‏ هكذا سمعته

بغير همز، قال‏:‏ ومن العرب من يهمزه، قال‏:‏ وجمعه رآبلة‏.‏ والرِّيبال، بغير

همز أَيضاً‏:‏ الشيخ الضعيف‏.‏ وفعل ذلك من رَأْبَلته وخُبْثه‏.‏

ربحل‏:‏ الرِّبَحْل‏:‏ التارُّ في طول، وقيل‏:‏ التامُّ‏.‏ الليث‏:‏ هو سِبَحْل

رِبَحْل إِذا وُصف بالتَّرارة والنَّعْمة‏.‏ وجارية سِبَحْلة رِبَحْلة‏:‏ ضخمة

لَحِيمة جيِّدة الخَلْق في طول أَيضاً‏.‏ وبعير رِبَحْل‏:‏ عظيم‏.‏ وقيل

لابْنَةِ الخُسِّ‏:‏ أَيُّ الإِبل خير‏؟‏ فقالت‏:‏ السِّبَحْل الرِّبَحْل الراحلةُ

الفَحْل‏.‏ ورجل رِبَحْل‏:‏ عظيم الشأْن‏.‏ وفي حديث ابن ذي يَزَن‏:‏ ومَلِكاً

رِبَحْلاً؛ الرِّبَحْلُ، بكسر الراء وفتح الباء‏:‏ الكثير العطاء‏.‏

رتل‏:‏ الرَّتَلُ‏:‏ حُسْن تَناسُق الشيء‏.‏ وثَغْرٌ رَتَلٌ ورَتِلٌ‏:‏ حَسَن

التنضيد مُستوي النباتِ، وقيل المُفَلَّج، وقيل بين أَسنانه فُروج لا يركب

بعضها بعضاً‏.‏ والرَّتَلُ‏:‏ بياض الأَسنان وكثرة مائها، وربما قالوا رجل

رَتِلُ الأَسنان مثل تَعِبٍ بَيِّنُ الرَّتَل إِذا كان مُفَلَّج الأَسنان‏.‏

وكلامٌ رَتَل ورَتِلٌ أَي مُرَتَّلٌ حسَنٌ على تؤدة‏.‏

ورَتَّلَ الكلامَ‏:‏ أَحسن تأْليفه وأَبانَه وتمَهَّلَ فيه‏.‏ والترتيلُ في القراءة‏:‏ التَّرَسُّلُ فيها والتبيين من غير بَغْيٍ‏.‏ وفي التنزيل العزيز‏:‏

ورَتِّل القرآن ترتيلاً؛ قال أَبو العباس‏:‏ ما أَعلم الترتيل إِلاَّ

التحقيق والتبيين والتمكين، أَراد في قراءة القرآن؛ وقال مجاهد‏:‏ الترتيل‏:‏

الترسل، قال‏:‏ ورَتَّلته ترتيلاً بعضه على أَثر بعض؛ قال أَبو منصور‏:‏ ذهب به إِلى قولهم ثغر رَتَلٌ إِذا كان حسن التنضيد، وقال ابن عباس في قوله‏:‏

ورتل القرآن ترتيلاً؛ قال‏:‏ بَيِّنْه تبييناً؛ وقال أَبو إسحق‏:‏ والتبيين

لا يتم بأَن يَعْجَل في القراءة، وإِنما يتم التبيين بأَن يُبَيِّن جميع الحروف ويُوفِّيها حقها من الإِشباع؛ وقال الضحاك‏:‏ انْبِذْه حرفاً حرفاً‏.‏ وفي صفة قراءة النبي، صلى الله عليه وسلم‏:‏ كان يُرَتِّل آية آية؛ ترتيلُ القراءة‏:‏ التأَني فيها

والتّمهُّلُ وتبيين الحروف والحركات تشبيهاً بالثغر المُرَتَّلِ، وهو المُشَبه بنَوْر الأُقْحُوان، يقال رَتَّلَ القراءة وتَرَتَّل فيها‏.‏ وقوله عز

وجل‏:‏ ورَتَّلْناه ترتيلاً، أَي أَنزلناه على الترتيل، وهو ضد العجلة

والتمكُّث فيه؛ هذا قول الزجاج‏.‏ وترتّل في الكلام‏:‏ تَرَسَّل، وهو يترتل في كلامه

ويترسل‏.‏

والرَّتَلُ والرَّتِلُ‏:‏ الطيِّب من كل شيء‏.‏ وما رَتِل بيِّن الرَّتَل‏:‏ بارد؛ كلاهما عن كراع‏.‏

والرُّتَيْلاء، مقصور وممدود؛ عن السيرافي‏:‏ جنس من الهوام‏.‏

والرَّأْتَلَةُ‏:‏ أَن يمشي الرجل مُتَكَفِّئاً في جانبيه كأَنه متكسر العظام، والمعروف الرأْبَلةُ‏.‏